جاك ميلانشون.. ابن طنجة الذي قلب الطاولة على اليمين المتطرف بكلمة "حشومة"‎

 جاك ميلانشون.. ابن طنجة الذي قلب الطاولة على اليمين المتطرف بكلمة "حشومة"‎
آخر ساعة
الثلاثاء 9 يوليو 2024 - 13:46

"16 مليون فرنسي تخلفوا عن التصويت.. حشومة !"

هكذا أطلقها جاك ميلانشون، السياسي الفرنسي ذو الأصول الطنجاوية، ليقلب الطاولة بشكل كامل في الانتخابات الفرنسية، ويغير دفة مركبها نحو اتجاه آخر مختلف، بعد أن دعا المهاجرين إلى التصويت بكثافة في الجولة الثانية.

لا يخفي الفرنسي جاك ميلانشون حبه لمدينة طنجة التي ولد بها، ويتذكر بكثير من الحنين، في أكثر من مقطع فيديو، حياته بالمدينة، وذكرياته الجميلة بها.

تشرّب ميلانشون في مدينة طنجة أولى مبادئ التعايش، حيث ضمت المدينة، كما هو معروف، مختلف الجنسيات والأديان والأعراق والثقافات، دون أن يسمع يوما عن شنآن هنا، أو خلاف حاد هناك.

في تلك الأجواء أمضى ميلانشون سنوات طفولته في بداية الخمسينات، قبل أن ينتقل رفقة أسرته إلى فرنسا، حيث انضم إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي في عام 1976، قبل أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي سنة 1986.

ترك الفرنسي الطنجاوي مهنة التدريس والصحافة في السبعينيات، وشغل لفترة وجيزة منصب وزير تعليم في عهد رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان.

أصبح عضوا في مجلس النواب في سن 35 عاما، ومشرعا في الاتحاد الأوروبي سنة 2009، وترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية سنة 2012، حصل خلالها على 11% من أصوات الجولة الأولى.

أسس ميلانشون حزبه الحالي "فرنسا الأبية" سنة 2016 قبل الترشح للرئاسة للمرة الثانية في انتخابات 2017، كما احتل المركز الثالث خلف إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

يصفه البعض بـ"تشافيز فرنسا"، حيث يتبنى ميلانشون خطابا متعاطفا مع المهاجرين، بل يدعو إلى إدماجهم، وسبق أن أكد في مناظرة تلفزيونية أنه "يجب معاملة المهاجرين مثل ما نحب أن يعاملوننا عندما نذهب إليهم"، مؤكدا أيضا أهمية تسوية أوضاع من لا يحملون وثائق إقامة في فرنسا.

يرى خصومه أنه "شعبوي متهور ويثير المخاوف"، حيث سبق للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أن صرح لمجلة "لو بوان" إلى مخاطر التبسيط والمغالطات في خطاب ميلانشون "ما يؤدي إليه من انبهار بالخطابة بدل التركيز على المحتوى".

يرى زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي، بعد انتصاره الأخير، أنه على رئيس الوزراء الفرنسي المغادرة، "وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة، متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا، والتي ينتمي إليها حزبه، أن تحكم".

ويلخص ميلانشون فوزه في جملة قصيرة كعادته "شعبنا أطاح بوضوح بأكثر الحلول سوءاً".